جمعية أولياء التلاميذ
الكثير من الخبراء والمختصين يركزون بشكل دائم على تفعيل دور الولي في العملية التربوية، ويعتبرون أن التواصل بين الأسرة والمدرسة «حجر الزاوية» في تفعيل هذا الدور لنصل في نهاية المطاف إلى تواصل فعال يمكن من خلاله تطوير الحياة المدرسية و الوصول الى الأهداف المخططة لها.
حيث أثبتت الدراسات العلمية التي أنجزتها فرق متخصصة من الباحثين في بعض الدول المتقدمة مما لا يدع مجالا للشك أن نمو الطفل وانسجامه ونجاحه ثمرة مرهونة بمدى توطيد العلاقة بين كل من المدرسة والأولياء.
مما يستدعي تكوين لجنة منتقاة من أولياء الأمور ممثلة لهم تقوم بتكملة الدور التربوي للمدرسة عن طريق التفاعل معها ومشاركتها مختلف أنشطتها ومشاكلها.
وقد عملت المدرسة الجزائرية على ايجاد صيغة قانونية بإنشاء هذه اللجنة التي سميت جمعية أولياء التلاميذ، لكن هذه الجمعيات في الأونة الاخيرة أصبحت لجان شكلية و لا تقدم المنتظر منها مثل باقي الجمعيات خاصة في الدول المتقدمة .
في هذا المقال سنتعرف على ماهية جمعية أولياء التلاميذ مع تقديم مجموعة من النصائح و الملاحظات للأولياء من أجل إنشاء جمعية أولياء التلاميذ تقوم بدورها المنوط بها من أجل رفع المستوى التربوي والعلمي للتلاميذ .
التعريف بجمعية أولياء التلاميذ:
تعرف جمعية أولياء التلاميذعلى أنها :
- جمعية تتكون من أولياء التلاميذ الذين يزاولون دراستهم بصفة منتظمة في مدرسة معينة مهما كان مستوى التعليم بها.
- وتعرف أيضا بأنها : مجموعة من آباء وأمهات التلاميذ الذين يزاولون دراستهم بصفة منتظمة في مدرسة معينة يشملهم قانونا يسيرهم
- تنظيم يتشكل من أولياء التلاميذ المتمدرسين في مؤسسة تعليمية و تعتبر طرفا هاما في الجماعة التربوية لما تقوم به من دور في مساعدة التلاميذ و المؤسسة .
أهمية وأهداف جمعية أولياء التلاميذ:
نلخصها في النقاط الآتية
- تقديم المقترحات لتحسين مستوى الأداء داخل المؤسسة التعليمي،وتحسن الوسط المدرسي.
- تعتبر همزة وصل بين المدرسة والبيت.
- مساعدة التلاميذ ماديا ومعنويا.
- تحسين الوضعية المادية والمعنوية للتلاميذ.
- تسهيل العلاقات بين الآباء والمدرسة و السلطات المحلية.
- المساهمة في تقدم وازدهار المؤسسة التربوية.
- تشجيع التلاميذ على نمو الحياة الثقافية والرياضية.
تشكيل جمعية أولياء التلاميذ:
تتشكل جمعية أولياء التلاميذ من:
- الرئيس: يرجى مراعاة شروط ومواصفات خاصة في اختياره مثل المكانة في المجتمع و السمعة الحسنة ليتمكن من حل المشاكل وتون كلمته مسموعة اضافة الى المستوى العلمي والمادي اضافة الى تجربة في القيادة والخبرة المهنية مع مراعاة مشواره في العمل الجمعوي اضافة الى الاستقرار في منطقة تواجد المدرسة.
- نائب الرئيس: يمكن تطبيق نفس الشروط التي ذكرناها في منصب الرئيس.
- الأمين العام: يرجى مراعاة شرط الخبرة في مجال الإدارة و التسيير ليتمكن من أداء المهام الادارية التي تتطلبها الجمعية .
- الأمين العام المساعد: يمكن تطبيق نفس الشروط التي ذكرناها في الأمين العام .
- أمين المال: أهم شرط يرجى مراعاته الثقة والسمعة والخبرة في مجال التسيير و المحاسبة وحبذا لو يكون مرتاح ماديا .
- أمين المال المساعد: يمكن تطبيق نفس الشروط التي ذكرناها في منصب أمين المال.
- ثلاثة أعضاء مساعدين: يرجى مراعاة شرط الاستقرار في منطقة تواجد المدرسة وشرط صغر السن خاصة إذا كان أغلبية المختارين كبارفي السن لاستثمار عنفوان الشباب وقدرتهم البدنية على النشاط الفعال والمساهمة في انجاح نشاطات الجمعية.
للأسف تنصيب جمعية أولياء التلاميذ يخضع لعدة ممارسات خاطئة مثل ادخال السياسة أو المصالح الشخصية أو بغرض الانتقام من الطاقم التربوي أو اختيار من ليس لهم القدرة البدنية أو العلمية لأداء المهام المنوطة به لأسباب خارجية مثل اختياره فقط لمكانته في المجتمع أو لامتلاكه الأموال … الخ من الاسباب في عملية التنصيب .
هذه الممارسات تخلق الصراع منذ البداية وتحول الجمعية إلى مجرد محضر على ورق يفيد بوجود جمعية للأولياء داخل المؤسسة دون وجود أثر لها في الواقع لذلك نوهنا أعلاه على بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في الأعضاء المشكلة لجمعية أولياء التلاميذ.
مهام جمعية أولياء التلاميذ:
نذكر منها
- التنسيق بين المدرسة والأولياء وتعريفهم بالواجبات والحقوق تجاه المؤسسة التعليمية من خلال لقاءات دورية تحسيسية يعقدها مكتب الجمعية بين الأولياء والمعلمين والأساتذة مثل لقاء لتدارس النظام الداخلي للمؤسسة التربوية ، لقاء لمناقشة أهداف المؤسسة، لقاء لمناقشة المشاكل التي تعيق تمدرس التلاميذ ووضع خطة لحلها …الخ .
- مشاركة الأولياء بصفتهم أعضاء في الجماعة التربوية مباشرة في الحياة المدرسية بإقامة علاقات تعاون مع المعلمين ورؤساء المؤسسات بالمساهمة في تحسين الاستقبال وظروف تمدرس أبنائهم.
- مساعدة المؤسسة على معالجة المعضلات وتذليل الصعوبات التي قد تحول دون مزاولة التلاميذ لأنشطتهم المدرسية بصفة طبيعية وعادية مثل مساعدة المدرسة في تطبيق النظام الداخلي للمؤسسة من طرف الأولياء، السهر على وصول التلاميذ في الوقت من خلال توفير النقل بالضغط على مصالح البلدية خاصة التلاميذ القاطنين بعيد عن المدرسة ….الخ .
- تحسيس الأولياء وتوعيتهم بضرورة المساهمة في توفير الوسائل المادية والظروف المعنوية لنجاح العملية التربوية مثل المساعدة في توفير الكتاب المدرسي والأدوات المدرسية للمحتاجين ماديا، تكريم المتفوقين كل فصل …الخ.
- تنشيط المحيط المدرسي والمساهمة في توسيع دائرة المعارف من خلال المساهمة والمشاركة في الحملات التطوعية داخل المدرسة مثل القيام بحملات تنظيف للمؤسسة التربوية أو اعادة طلاء المؤسسة و الاستعانة برسام لتزينها، المساعدة في ترميم ممتلكات المدرسة تصليح الكراسي والطاولات، القيام بحملات تشجير وتزين لمحيط المؤسسة و داخلها …الخ .
- تحسين الوضعية المادية والمعنوية للتلاميذ الذين يكونون في حاجة ماسة إلى المساعدة وتشجيعهم على الدراسة وتذليل الصعوبات المادية والنفسية التي تعترضهم مثل التكفل بالتلاميذ المعاقين توفير كرسي للمعاق مثلا أو توفير النظارات الطبية لبعض الطلبة المحتاجين ، احتضان الأيتام ومساعدتهم ماديا ومعنويا التكفل بأصحاب المشاكل العائلية ومساعدتهم على تجاوز ظروفهم والسعي في الإصلاح قدر المستطاع…الخ.
- التعريف ببرامج المدرسة ومشاريعها والسعي إلى إقامة وتوطيد العلاقة المدرسة يكون ذلك من خلال تنظيم لقاءات دورية بين الأولياء والطاقم التربوي، استغلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل انشاء صفحة فيسبوك أو مجموعة تلغرام أو فايسبوك تضم الأولياء ينشر من خلالها برنامج أهداف المؤسسة ونشاطات الجمعية .
- تقديم اقتراحات إلى مديرية التربية على مستوى الولاية وكذلك إلى الوزير المكلف بالتربية الوطنية يكون ذلك من خلال المكتب الولائي والوطني مثل تطوير موقع فضاء الأولياء وزيادة الخدمات التي يوفرها مثل عدد ساعات غياب التلاميذ و توفير ملف رقمي للتلميذ يحتوي سلوكه و حالته الصحية و نقاطه لحظة بلحظة وملاحظات الطاقم التربوي باختصار تحويل وسائل التواصل والمعلومات التي تقدمها المدرسة للولي رقميا بحيث يمكن للولي الاطلاع عليها في أي وقت .
- المساهمة مع الفريق التربوي بتربية التلاميذ على قيم المجتمع الجزائري والمحافظة على هويته العربية الإسلامية وضمان للمتعلمين سلوكا أخلاقيا وتربويا لا يتناقض مع المعطيات التاريخية في بلادنا مثل مساعدة الطاقم التربوي على فرض اللباس المحتشم للبنات منع المكياج والفساتين القصيرة و اللباس المحترم مثل منع السراويل الممزقة و قصات الشعر الغريبة .
- المساهمة في توعية أولياء أمور التلاميذ من خلال تنظيم لقاءات على ضرورة الاتصال بالمؤسسات التربوية التعليمية، وتقديم المساعدة المعنوية على الأقل لأولادهم مثل أخذ معلومات هذا الكورس -تفعيل دور الولي في العملية التربوية- وتقديمها للأولياء ليعرفوا وسائل الاتصال بالمدرسة وطريقة استعمالها .
- السهر والدفاع على مصالح التلاميذ المادية والمعنوية في ماعدا القضايا التقنية والتربوية المتخصصة مثل الوقوف في وجه الغرباء عن المؤسسة والذين نجدهم في محيط المدرسة خاصة الثانوية وظيفتهم التحرش بالتلميذات و التمر على التلاميذ من خلال الابلاغ عنهم وطلب الامن في محيط المدرسة، مساعدة المصالح الاقتصادية على توزيع المنحة والأدوات المدرسية في بداية السنة وضمان وصولها لمستحقيها والوقوف في وجه أي تلاعب قد يمسها، مراقبة المطعم المدرسي ونوعية الوجبات المقدمة، المطالبة بتعويض الأساتذة الغائبين بنظام الاستخلاف ….الخ.
دورجمعية أولياء التلاميذ في محاربة الآفات الاجتماعية
يمكن لجمعية أولياء التلاميذ المساهمة في محاربة الآفات والظواهر الغريبة التي تنخر المجتمع وتهدد أمن وسلامة التلاميذ ، من خلال الاستثمار في المدرسة وتغير الذهنيات وبناء ثقافة لدى التلاميذ تؤهلهم لمواجهة المستقبل وهذه التحديات بكل اريحية .
من خلال التأثير في بناء شخصية المتعلم بنشر بعض القيم الاجتماعية والأخلاقية المرتبطة بمحاربة هذه الآفات مثل:
- التسرب المدرسي: يمكن للجمعية المساهمة في الحد من هذه الظاهرة من خلال الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه للتلاميذ المحتاجين اضافة إلى حملات التوعية الموجهة لأولياء لتقديم المساعدة للمدرسة في محاربة هذه الظواهر ومثيلاتها .
- الفساد الأخلاقي : السهر على نشر الأخلاق و السلوكيات الحسنة من خلال المساهمة في محاربتها بدعم قرارات المدرسة العقابية بشأنها المساهمة في إنجاح النشاطات التحسيسية التي تقوم بها.
- أفة التدخين والمخدرات و تناول الأدوية: التعريف بخطر التدخين والمخدرات والأدوية والأساليب المتبعة من مروجيها في استدراج المراهق وكذلك تعليمهم ثقافة التبليغ وعدم حماية المجرم للتخلص من عقلية أنا لست معني لست رجل دولة .
- العنف في المدرسة في المدرسة في الملاعب في الأسواق في المحطات أين نظرت تجد عنف: تعليم أسلوب الحوار من خلال الممارسة الفعلية في حل مشاكل الأولياء والمدرسة بأسلوب الحوار خاصة أثناء حضور التلاميذ .
- حوادث المرور: احترام قانون السير والحرص على تطبيقه سواء في الوقت الحالي (فترة التمدرس) أو لاحقا (في المستقبل) .
- حوادث السرقة: العمل على نشر الوازع الديني وتوعية الآباء تقبل العقوبة المسلطة على ابنهم في حالة ارتكاب مثل هذه الأفعال في تعليم الأبناء احترام القانون وتحمل مسؤولية أفعالهم يساهم في الحد من هذه الظاهرة ومثيلاتها مستقبلا.
- حرق الغابات: ان تعليم الاطفال حب الطبيعة والمساهمة في نشاطات التشجير ورعاية الأشجار والزهور الموجودة بالمدرسة ينمي لديهم الوعي البيئي الكافي لحماية البيئة .
يمكن لجمعية أولياء التلاميذ بالمشاركة مع المدرسة والجمعيات الفاعلة في المجتمع تغيير الكثير من السلوكات ومواجهة تحديات اليوم التي تهدد التلاميذ وإعدادهم لمواجهة تحديات الغد.
ملخص المقالة
تقوم جمعية أولياء التلاميذ بتنمية الاتجاهات الوالدية الصحيحة نحو الأبناء، وتحسين وسائل الراحة في المدرسة، ورفع مستوى العناية بالتلميذ والاهتمام بصحته ،بالإضافة إلى مساعدة المدرسة في حل الكثير من المشاكل المتعلقة بالنظام والانقطاع أو التأخر عن المدرسة، دون أن ننسى أهم دور تقوم به جمعية أولياء التلاميذ و هو تحقيق التعاون والتفاعل بين الأسرة والمدرسة.
إن انخراط الآباء في هذه الهيئة الرسمية الموجودة بالمؤسسات يعد بحد ذاته مساهمة فعالة لنجاح أبنائهم في حياتهم الدراسية لأن هذه الجمعيات لها أدوارا كثيرة تساهم بها وأن نجاح المدرسة مرهون بالتعاون مع كل الشركاء الاجتماعيين من بينهم جمعيات أولياء التلاميذ قصد تنفيذ الإصلاح البيداغوجي المتميز بالانتقال من منطق تعليم مؤسس على تلقين المعارف إلى منطق تعلم مؤسس على
تنمية كفاءات مستدامة اندماجية وقابلة للتحويل والتوظيف على أرض الواقع.
تعليقات
إرسال تعليق